الأمم المتحدة: الجفاف يؤثر على حياة 5 مليارات شخص بحلول 2100

الأمم المتحدة: الجفاف يؤثر على حياة 5 مليارات شخص بحلول 2100
أزمة الجفاف

كشف تقرير صادر عن الأمم المتحدة، اليوم الاثنين، أن ثلاثة أرباع أراضي كوكب الأرض أصبحت أكثر جفافًا بشكل دائم خلال العقود الثلاثة الماضية، وحذر العلماء من أن هذا التحول قد يؤثر على حياة خمسة مليارات شخص بحلول عام 2100.

رصد التقرير الصادر عن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD) أن نحو 77.6% من أراضي الأرض شهدت ظروفًا جافة بين عامي 1990 و2020 مقارنة بالفترة السابقة.

وأضاف التقرير أنه على مدار الفترة نفسها، توسعت المناطق الجافة بمقدار 4.3 مليون كيلومتر مربع، أي بمساحة تزيد على ثلث مساحة الهند، وتغطي هذه المناطق الآن نحو 40.6% من جميع الأراضي على كوكب الأرض (باستثناء القارة القطبية الجنوبية).

توسع المناطق الجافة

أشار التقرير إلى أن 7.6% من الأراضي العالمية، وهي مساحة أكبر من كندا، تحولت إلى أراضٍ جافة بسبب تغيرات مناخية وتوسع التصحر، أغلب هذه المناطق كانت ذات طابع رطب في السابق وتحولت إلى أراضٍ جافة، وهو ما يهدد الحياة الزراعية والنظم البيئية والإنسانية في هذه المناطق.
كما أضاف التقرير أن استمرار ارتفاع انبعاثات الغازات الدفيئة قد يؤدي إلى تحول 3% من الأراضي الرطبة إلى أراضٍ جافة بحلول نهاية القرن.

توقع التقرير في سيناريوهات الانبعاثات العالية أن تتحول مناطق واسعة إلى أراضٍ جافة، تشمل مناطق في الولايات المتحدة الوسطى، ووسط المكسيك، وشمال فنزويلا، وشمال شرق البرازيل، وجنوب شرق الأرجنتين، وجميع منطقة البحر الأبيض المتوسط، وساحل البحر الأسود، إضافة إلى أجزاء كبيرة من جنوب إفريقيا، وجنوب أستراليا.

 تهديد وجودي

تم إطلاق هذا التقرير في مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في الرياض، المملكة العربية السعودية، بحضور نحو 200 دولة، وقد أشار الأمين التنفيذي للاتفاقية، إبراهيم ثياو، إلى أن هذه الدراسة تزيل الغموض الذي كان يحيط بتغيرات الجفاف العالمية، مؤكدًا أن أزمة الجفاف أصبحت تهديدًا وجوديًا يؤثر على مليارات الأشخاص في العالم.

قال ثياو إن الجفاف يمثل تحولًا دائمًا ولا يقتصر على فترات الجفاف المؤقتة الناتجة عن قلة الأمطار، مشيرًا إلى أن المناطق التي أصبحت أكثر جفافًا لن تعود إلى حالتها السابقة، ما يعيد تعريف الحياة على كوكب الأرض.

تأثيرات الجفاف على الاقتصادات

نبّه التقرير إلى أن التصحر، الناتج عن الجفاف، يمثل أكبر تهديد للأنظمة الزراعية على كوكب الأرض، حيث يؤثر على 40% من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم. 

كما أشار إلى أن الجفاف ساهم في انخفاض الناتج المحلي الإجمالي في العديد من البلدان الإفريقية بنسبة 12% بين عامي 1990 و2015.

وقد أظهرت البيانات أن أكثر من ثلثي الأراضي في كوكب الأرض، باستثناء غرينلاند والقطب الجنوبي، من المتوقع أن تخزن كمية أقل من المياه بحلول نهاية القرن إذا استمرت انبعاثات الغازات الدفيئة في الزيادة، مما يزيد من حدة التصحر والجفاف.

تأثيرات الجفاف على الفقر والهجرة

حذّر التقرير من أن آثار الجفاف لا تقتصر على الزراعة والاقتصاد فقط، بل تشمل تأثيرات مدمرة على صحة الإنسان، ارتبط الجفاف بتزايد معدلات الفقر، ونقص المياه، وتدهور الأراضي، ما أدى إلى زيادة معدلات المرض والوفاة عالميًا، خاصة بين الأطفال والنساء.

كما أشار إلى أن ارتفاع الجفاف يعد أحد العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى الهجرة القسرية في العديد من المناطق، حيث اضطرت المجتمعات لمغادرة أراضيها بسبب نقص المياه وفشل الزراعة.

آثار الجفاف على التنوع البيولوجي

من المتوقع أن تؤدي زيادة الجفاف إلى تغييرات دراماتيكية في النظم البيئية على الأرض، ويحذر التقرير من أن نحو 20% من أراضي كوكب الأرض قد تشهد تغييرات مفاجئة في النظام البيئي والتنوع البيولوجي بسبب الجفاف بحلول نهاية القرن، مثل تحول الغابات إلى أراضٍ عشبية، وهو ما قد يؤدي إلى انقراض العديد من الأنواع النباتية والحيوانية.

توصيات للتصدي للأزمة

وقدم التقرير عددًا من التوصيات للتعامل مع أزمة الجفاف، من أبرزها: تعزيز مراقبة الجفاف والذي يشمل دمج مقاييس الجفاف في أنظمة مراقبة الجفاف الحالية، ما يساعد في الكشف المبكر عن التغيرات وتوجيه التدخلات في الوقت المناسب.

وتضمنت التوصيات تحسين ممارسات استخدام الأراضي بما يتضمن تشجيع نظم الاستخدام المستدام للأراضي التي يمكن أن تخفف من آثار الجفاف، خاصة في المناطق المعرضة للخطر. فضلا عن الاستثمار في كفاءة المياه عبر تقنيات مثل جمع مياه الأمطار، والري بالتنقيط، وإعادة تدوير المياه العادمة والتي يمكن أن توفر حلولًا عملية لإدارة المياه في المناطق الجافة.

وشمات التوصيات بناء المرونة في المجتمعات الضعيفة من خلال تعزيز قدرات المجتمعات المحلية، وضمان العدالة الاجتماعية، وتطبيق أساليب شاملة تعزز قدرتها على التكيف مع تغيرات المناخ. أيضا تطوير أطر التعاون الدولية حيث تقدم اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر نموذجًا لتنسيق السياسات الوطنية مع الأهداف الدولية لضمان استجابة موحدة للأزمة العالمية.

يمثل التقرير نقطة تحول في فهم أزمة الجفاف على كوكب الأرض، حيث قدم تحليلات علمية دقيقة وداعمة لتحركات أكثر فاعلية في التصدي للأزمة، يسلط الضوء على ضرورة تكاتف الجهود الدولية والمحلية لمواجهة هذا التحدي البيئي الذي بات يشكل تهديدًا حقيقيًا لحياة البشر والنظم البيئية على الأرض.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية